كثرت وتعددت الفنون في أيامنا هذه ، وربما كل يوم قد نسمع بفن جديد ، مثل فن تصوير الحشرات وفن الرسم على الرمال وفن تخريب ممتلكات الآخرين … وغيره مما لا يدخل العقل ومما لا يتصوره أحد . وهنا وفي هذه التدوينة سأستعرض معكم فن جديد وربما يكون غريب ولكنه فن من الواقع وهو : فن البكاء …
تعلمنا حينما كنا صغاراً أن نستخدم البكاء كسلاح فتاك نرهب به الآخرين أو نستعطفهم أو ندافع به عن أنفسنا . بل إن البكاء كان أقدم من ذلك حينما لم نعرف عند خروجنا إلى هذه الدنيا شيئاً سواه. الآن وبعد أن أصبحنا كباراً تغيرت نظرتنا إلى البكاء وصرنا نخشاه بل ونخشى ما يسببه ، وهذه فطرة الله التي فطرنا عليها .
المرأة تستخدم البكاء عند الإحساس بضعفها أو أنها لا تجد سلاحاً سواه فهي ترسم به فناً من فنون التعامل والتعبير .
الرجل يبكي عندما تنقطع به السبل ويحس بمرارة في بكائه ويحاول رغم الألم أن يكبت بكاءه داخله كي لا يظهر بالضعف ، ولكنه حين يبكي يعرض فناً مراً مؤلماً له أسبابه المقنعة وربما الغير مقنعة ولكن يبقى فناً مرعباً للرجال .
حينما يبكي كبير السن فاعلم أنه وصل لمرحلة يتشابه فيها بكاؤه ببكاء الصغار إلا أنه يتميز بفن جديد وهو الشكوى والألم .
حينما تصبح أفعالك خاطئة وتجرك إلى المصائب فأنت ترسم فناً من فنون البكاء ربما يكون أشد فنون البكاء ألماً وتعذيباً .
حينما تسرق البسمة من أطفال فلسطين فهنا يظهر فن من فنون البكاء القاسي .
حينما يموت القريب والصاحب ، يظهر نوع من أنواع فنون البكاء صادق في لحظته ولكنه عند الكثير ما يلبث أن يزول ويـُنسى .
حينما تخطئ وتتذكر أن هنالك رب يحاسبك على الصغيرة والكبيرة وحينما تعلم أن باب التوبة مفتوح فاعلم أن بكاءك في تلك اللحظة من أجمل فنون البكاء وألطفها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق