أُصارِعُ حرفَ أشواقي فيصْرَعُني !
وأسألُ بائعَ السّلوى عن الذّكرى
عنِ النسيانْ
عن القلبِ الذي ألقاهُ ملتهباً
كما النيرانْ
فقالَ : بأنّ ذي الذّكرى تؤرّقُنا
وتفضَحُنا رسائلُنا
وتُقْصينا دروبُ البُعدِ عن أحلى أمانينا
عن اللُّقيا
ولكنّ الدعاءَ العذبَ في الأسحارِ يَروينا
ويُدنينا
ويجعلُ وصلَنا أمَلاً يُداعبُنا ويُسْلينا
أيا صحبي
عن الأشواقِ لا تسَلوا
عن الدمعاتِ والشهقاتْ
عن الحبّ المُضَمّخِ بالشّذى والنُّورْ
عن القلبِ المُرَفْرِفِ في فيافيكمْ
يُغَرّدُ مثلَ شحرورٍ
ويُنشدُ مثلَ عصفور
حنيني
باتَ إحساساً يؤرِّقني
ويجعلُني
أنبّشُ عن أماكنكمْ
وأسألُ عن مواطنكمْ
وتؤلمني
سنينُ البعدِ والبَيْنِ
ويلفحُني
لظى شوقي
يؤرقني
صدى صوتي
إذا ناديتُ ملتاعا ..
أناديكمْ
وأبحثُ عن مرافيكُمْ
وأذكُركُمْ
ويرجعُ لي صدى صوتي
يوبّخني
على حبي
على شوقي
على الآهاتِ في دربي
يوبّخُني
يقرّعُني
فنجمُ الليلِ
والقمرُ
ولونُ الزهرِ
والبحْرُ
يذكّرني بكمْ حتى
غدا ينأى بيّ الفِكْرُ
أنا قلبٌ ولا أغرَقْ
لأني بالوفا أخفِقْ
لأنّ الله يُلْهِمُني
فأصبرُ
والرضا يُشْرقْ
حنيني والجَوى وأنا
أحاسيسُ الإخا تصدُقْ
ونورُ الفجرِ في عيني
كما الإحساسِ إذ يسمُقْ
وصحبتكمْ ورفقتكمْ
كريحِ الوردِ إذْ يعبِقْ
مشاعرُ حبنا تسمو
كما العصفور إذ حلّقْ
ولقياكم تداعبني
كطلّ الصُّبحِ إذ يبرُقْ
أيا نَوْراً ببستاني
أيا ذكرى
إذا ما القربُ ينساني
أيا حباً يروّيني
ويا شِعراً بوجداني
أيا أملاً ينيرُ ظلامَ خذلانِ
أنا قلبٌ
وأنتمْ نبضهُ الحاني
أنا منفى
وأنتمْ كلُّ أوطاني
أيا صحبي
أيا ترنيمةَ الحبِّ
إذا لم تُقْدَر اللقيا
فجنةُ ربنا موعدْ
وعهدُ سموّنا دوماً
يعانقُ حبنا الأسعَدْ
حنينٌ في أمانينا ..!
——————
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق